من مقدمة الكتاب
... حافياً تدخل إلى مملكة كلمات الأب يمّين فالأرضيّة جمر والجمر أبيضفي النهاية. عارياً تدخل وتسهو ملء بهاء عينيك. أنت والسرير تسهوان وتبقى غرفتك سهرانة، درفاتها على ليل الكون وقمره الذي يشخص إليك. ويتّسع الكون وتتّسع الحدقة إلى أن يبصرك المشهد أخيراً. واقفاً عند باب الفجر، سانداً كوعك على آخر نجمة ذابهة، مُدركاً أنّها على الأرجح لن عتود هي ذاتها غداً أو أنّك ما أن تغمض عينيك قليلاً حتى تولد واحدة أخرى جديدة. قلبك شبّاك وينفتح فيدخل النهار ويروح الضوء يشبه ذهب النوم. تبدو قديماً وجديداً، وحيداً مسكونأً، أصابعك بيضاء وفوق سهولك الشمس الآتية لا محال. الشمس التي تراها عين القلب فقط. مُلتحفاً بأسرارك الدفنية القابعة بهدوء في زوايا العناصر. لا أحد يعرفك حقاً وأنت تنفذ كلّ يوم إلى صفائك المعتاد. إلى حيث العمق يطفو بلا حساب والأرض تسكن سكّانها وأبواب البيوت تقرع لزائريها ولا من يفتح. الكنز ينادي على صاحبه وصاحبه لا يسمعه مشغولاً يفتّش عنه. ساعة الحائط تنادي وعقربها منفلت يلعب خارج الوقت.
فوزي يميّن
|